كتاب: لسان العرب ***

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


دسكر‏:‏ الدَّسْكَرَةُ‏:‏ بناء كالقَصْرِ حوله بيوت للأَعاجم يكون فيها الشراب والملاهي؛ قال الأَخطل‏:‏

في قِبابٍ عند دَسْكَرَةٍ *** حولها الزَّيتونُ قد يَنَعا

والجمع الدَّساكِرُ؛ قال الليث‏:‏ يكون للملوك، وهو معرّب‏.‏ وفي حديث أَبي سفيان وهرقل‏:‏ أَنه أَذن لعظماء الروم في دَسْكَرَةٍ له؛ الدسكرة‏:‏ بناء على هيئة القصر فيه منازل بيوت للخدم والحشم، وليست بعربية محضة‏.‏

والدَّسْكَرَةُ‏:‏ الصَّوْمَعَةُ؛ عن أَبي عمرو‏.‏

دطر‏:‏ الأَزهري في الثلاثي الصحيح‏:‏ أَما دَطَرَ فإِن ابن المُظَفَّرِ

أَهمله؛ قال‏:‏ ووجدت لأَبي عمر الشيباني فيه حرفاً رواه ابنه عمرو عنه في باب

السفينة، قال‏:‏ الدَّوْطِيرَةُ كَوْثَلُ السفينة‏.‏

دعر‏:‏ دَعِرَ العُودُ، بالكسر، دَعَراً، فهو دَعِرٌ‏:‏ دَخَّنَ فلمن يَتَّقِدْ وهو الرديء الدخان، ومنه اتُّخِذَتِ الدَّعارَةُ، وهي الفِسْقُ‏.‏

وعُودٌ دَعِرٌ أَي كثير الدخان، وفي التهذيب‏:‏ عُودٌ دُعَرٌ، وقيل‏:‏ الدَّعِرُ

ما احترق من حطب أَو غيره فَطَفِئَ قبل أَن يَشْتَدَّ احتراقه، والواحدة

دَعِرَةٌ‏.‏ وقال شمر‏:‏ العود النَّخِرُ الذي إِذا وضع على النار لم يستوقد

ودَخِنَ فهو دَعِرٌ؛ وأَنشد لابن مقبل‏:‏

باتَتْ حَوَاطِبُ لَيْلَى يَلْتَمِسْنَ لها

جَزْلَ الجِذَى، غيرَ خَوَّارٍ ولا دَعِرِ

وقيل‏:‏ الدَّعِرُ من الحطب البالي‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وسمعت العرب تقول لكل

حطب يَعْثَنُ إِذا اسْتَوْقَدَ‏:‏ دَعِرٌ‏.‏ ودَعِرَ العُودُ دَعَراً، فهو دَعِرٌ‏:‏ نَخِرَ‏.‏ وحكى الغَنَوِيُّ‏:‏ عُودٌ دُعَرٌ مثال صُرَدٍ؛ وأَنشد‏:‏

يَحْمِلْنَ فَحْماً جَيِّداً غَيْرَ دُعَرْ، أَسْوَدَ صَلاَّلاً كأَعيْانِ البَقَرْ

وزَنْدٌ دُعَرٌ‏:‏ قُدِحَ به مراراً حتى احترق طرفه فلم يُور‏.‏ ويقال‏:‏ هذا

زَنْدٌ دُعَرٌ إِذا لم يور؛ وأَنشد‏:‏

مُؤْتَشِبٌ يَكْبُوبه زَنْدٌ دُعَرْ

وفي الصحاح‏:‏ زَنْدٌ أَدْعَرُ‏.‏ ويقال للنخلة إِذا لم تقبل اللِّقَاحَ‏:‏

نخلة داعِرَةٌ ونخيل مَدَاعِير فتزاد تلقيحاً وتنحق، قال‏:‏ وتنحيقها أن يُوطأَ عَسَقُها حتى يَسْتَرخِيَ فذلك دواؤها‏.‏ ويقال لِلَوْنِ الفيل‏:‏

المُدَعَّرُ؛ قال ثعلب‏:‏ والمُدَعَّرُ اللَّوْنُ القبيح من جميع الحيوان‏.‏

ودَعِرَ الرجل ودَعَرَ دَعَارَةً‏:‏ فَجَر ومَجَرَ، وفيه دَعارَةٌ ودَعَرَةٌ

ودِعارَةٌ‏.‏ ورجل دُعَرٌ ودُعَرَةٌ‏:‏ خائن يعيب أَصحابه؛ قال الجعدي‏:‏

فلا أَلْفَيَنْ دُعَراً دَارِيا، قَدِيمَ العَداوَةِ والنَّيْرَبِ

يُخْبِرُكُمْ أَنهُ ناصِحٌ، وفي نُصْحِهِ ذَنَبُ العَقْرَبِ

وقيل‏:‏ الدُّعَرُ الذي لا خير فيه‏.‏ قال ابن شميل‏:‏ دَعِرَ الرجلُ دَعَراً

إِذا كان يسرق ويزني ويؤذي الناس، وهو الدَّاعِرُ‏.‏ والدَّعَّارُ‏:‏ المفسد‏.‏

والدَّعَرُ‏:‏ الفسادُ‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ اللهم ارزقني

الغِلْظَةَ والشّدَّةَ على أَعدائك وأَهل الدَّعارَةِ والنفاق؛ الدَّعارَةُ‏:‏

الفسادُ والشر‏.‏ ورجل دَاعِرٌ‏:‏ خبيث مفسد‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كان في بني إِسرائيل

رجل دَاعِرٌ؛ ويجمع على دُعَّارٍ‏.‏ وفي حديث عَلِيٍّ‏:‏ فَأَين دُعَّارُ

طَيء، وأَراد بهم قُطَّاعَ الطريق‏.‏ قال أَبو المِنْهالِ‏:‏ سأَلت أَبا زيد عن

شيء فقال‏:‏ ما لك ولهذا‏؟‏ هو كلام المَداعِيرِ‏.‏ والدَّعْرَةُ‏:‏ القادِحُ

والعيب‏.‏ ورجل دُعَرَةٌ‏:‏ فيه ذلك، وحكاه كراع ذُعْرَة، بالذال المعجمة وسكون

العين، وذُعَرَةٌ؛ قال‏:‏ والجمع ذُعَرَاتٌ، قال‏:‏ فأَما الداعر، بالدال

المهملة، فهو الخبيث‏.‏ والدَّعارَةُ‏:‏ الفسق والفجور والخُبْثُ؛ والمرأَة

دَاعِرَةٌ‏.‏ ودَاعِرٌ‏:‏ اسم فحل مُنْجِبٍ تنسب إِليه الدَّاعِرِيَّةُ من الإِبل‏.‏

دعثر‏:‏ الدَّعْثَرُ‏:‏ الأَحمق‏.‏ ودُعْثُورُ كل شيء‏:‏ حُفْرَتُه‏.‏

والدُّعْثُورُ‏:‏ الحوض الذي لم يُتَنَوَّقْ في صَنْعَتِه ولم يُوَسَّعْ، وقيل‏:‏ هو المَهدَّمُ؛ قال‏:‏

أَكُلَّ يَوْمٍ لَكِ حَوْضٌ مَمْدُورْ‏؟‏

إِنَّ حِياضَ النَّهَلِ الدَّعاثِيرْ

يقول‏:‏ أَكلَّ يوم تكسرين حوضك حتى يُصْلَحَ‏؟‏ والدعاثير‏:‏ ما تهدّم من الحياض‏.‏ والجَوَابي والمَرَاكِي إِذا تكسر منها شيء، فهو دُعْثُور‏.‏ وقال

أَبو عدنان‏:‏ الدُّعْثُورُ يُحْفَرُ حفراً ولا يبنى إِنما يحفره صاحب الأَوّل

يومَ وِرْدِه‏.‏

والدَّعْثَرَةُ‏:‏ الهَدْمُ‏.‏ والمُدَعْثَرُ‏:‏ المهدوم‏.‏

والدُّعْثُورُ‏:‏ الحوض المُثَلَّمُ؛ وقال الشاعر‏:‏

أَجَلْ جَيْرِ إِن كانت أُبيحَتْ دَعاثِرُهْ

وكذلك المنزل؛ قال العجاج‏:‏

مِنْ مَنْزِلاتٍ أَصْبَحَتْ دَعاثِرَا

أَراد دعاثيرا فحذف للضرورة‏.‏ وقد دَعْثَرَ الحوضَ وغيره‏:‏ هَدَمَهُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا تقتلوا أَولادكم سرّاً، إِنه لَيُدْرِكُ الفارسَ

فَيُدَعْثِرُهُ؛ أَي يَصْرَعُهُ ويُهْلِكُه يعني إِذا صار رجلاً؛ قال‏:‏ والمراد النهي

عن الغِيلَةِ، وهو أَن يجامع الرجل المرأَة وهي مرضع فربما حملت، واسم

ذلك اللبن الغَيْلُ، بالفتح، فإِذا حملت فسد لبنها؛ يريد أَن من سوء أَثره

في بدن الطفل وإِفساد مزاجه وإِرخاء قواه أَن ذلك لا يزال ماثلاً فيه

إِلى أَن يشتد ويبلغ مبلغ الرجال، فإِذا أَراد منازلة قِرْنٍ في الحرب وهن

عنه وانكسر، وسبب وَهْنِهِ وانكساره الغَيْلُ‏.‏ وأَرض مُدَعْثَرَةٌ‏:‏

موطوءَة‏.‏ ومكان دِعْثارٌ‏:‏ قد سَوَّسَهُ الضَّبُّ وحَفَرَهُ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد‏:‏

إِذا مُسْلَحِبٌّ، فَوْقَ ظَهْرِ نَبِيثَةٍ، يُجِدُّ بِدعْثارٍ حَدِيثٍ دَفِينُها

قال‏:‏ الضَّب يَحْفِرُ من سَرَبه كل يوم فيغطي نبيثة الأَمس، يفعل ذلك

أَبداً‏.‏

وجَمَلٌ دِعَثْرٌ‏:‏ شديد يُدَعْثِرُ كل شيء أَي يكسره؛ قال العجاج‏:‏

قد أَقْرَضَتْ حَزْمَةُ قَرْضاً عَسْرَا، ما أَنْسَأَتْنَا مُذْ أَعارَتْ شَهْرَا

حتى أَعَدَّتْ بازِلاً دِعَثْرَا، أَفْضَلَ من سَبْعِينَ كانت خُضَرَا

وكان قد اقترض من ابنته حَزْمَةَ سبعين درهماً للمُصَدِّقِ فأَعطته ثم تقاضته فقضاها بكراً‏.‏

دعكر‏:‏ ادْعَنْكَرَ السَّيْلُ‏:‏ أَقبل وأَسرع وادْعَنْكَرَ عليه، بالفتح‏:‏

انْدَرَأَ؛ قال‏:‏

قَد ادْعَنْكَرَتْ، بالفُحْشِ والسُّوءِ والأَذَى، أُمَيَّتُها ادْعِنْكارَ سَيلٍ على عَمْرِو‏.‏

وادْعَنكَرَ عليهم بالفُحْشِ إِذا انْدَرَأَ عليهم بالسوء‏.‏ ورجل

دَعَنْكَرانُ‏:‏ مُدْعَنْكِرٌ‏.‏ ورجل دَعَنْكَرٌ‏:‏ مُنْدَرِئٌ على الناس‏.‏

دعسر‏:‏ الدَّعْسَرَةُ‏:‏ الخِفَّةُ والسُّرْعَةُ‏.‏

دغر‏:‏ دَغَرَ عليه يَدْغَرُ دَغَراً ودَغْرَى كَدَعْوَى‏:‏ اقتحم من غير

تثبت، والاسم الدَّغَرَى‏.‏ وزعموا أَن امرأَة قالت لولدها‏:‏ إِذا رأَت العينُ

العينَ فَدَغْرَى ولا صَفَّى، ودَغْرَ لا صَفَّ، ودَغْراً لا صَفّاً مثل

عَقْرى وحَلْقَى وعَقْراً وحَلْقاً؛ تقول‏:‏ إِذا رأَيتم عدوّكم

فادْغَرُوا عليهم أَي اقتحموا واحملوا ولا تُصَافُّوهُمْ؛ وصَفَّى من المصادر التي

في آخرها أَلف التأْنيث نحو دَعْوَى من قول بُشَيْرِ بن النِّكْثِ‏:‏

وَلَّتْ ودَعْوَى ما شَدِيدٌ صَخَبه ودَغَرَ عليه‏:‏ حمل‏.‏ والدَّغْرُ أَيضاً‏:‏ الخلط؛ عن كراع‏.‏ وروي هذا المثل‏:‏

دَغْراً ولا صَفاً أَي خالطوهم ولا تَصافُوهم من الصَّفَاء‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ المَدْغَرَةُ الحرب العَضُوضُ التي شِعارها دَغْرَى، ويقال‏:‏ دَغْراً‏.‏

والدَّغْرُ‏:‏ غَمْزُ الحَلقِ من الوجع الذي يُدْعَى العُذْرَةَ‏.‏ ودَغَرَ

الصَّبِيَّ يَدْغَرُه دَغْراً‏:‏ وهو رَفْعُ ورم في الحلق‏.‏ وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للنساء‏:‏ لا تعذبن أَولادكن بالدَّغْرِ؛ وهو أَن تَرْفَعَ لَهَاةَ المعذور‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ الدَّغْرُ غَمْزُ

الحَلْقِ بالأُصبع، وذلك أَن الصبي تأْخذه العُذْرَةُ، وهو وجع يهيج في الحلق

من الدم، فتدخل المرأَة أُصبعها فترفع بها ذلك الموضع وتَكْبِسُه، فإِذا

رفعت ذلك الموضع بأُصبعها قيل‏:‏ دَغَرَتْ تَدْغَرُ دَغْراً؛ ومنه الحديث‏:‏

قال لأُم قَيْسٍ بنتِ مِحْصَنٍ‏:‏ عَلامَ تَدْغَرْنَ أَولادكن بهذه

العُلُقِ‏؟‏ والدَّغْرُ‏:‏ تَوَثُّبُ المُخْتَلِس ودَفْعُه نَفْسَه على المتاع

ليختلسه؛ ومنه حديث علي، كرم الله وجهه‏:‏ لا قطع في الدَّغْرَةِ، وهي

الخَلْسَةُ؛ قال أَبو عبيد‏:‏ وهو عندي من الدفع أَيضاً لأَن المختلس يدفع نفسه على

الشيء ليختلسه، وقيل في قوله لا قطع في الدغرة‏:‏ هو أَن يملأَ يده من الشيء يستلبه‏.‏ والدَّغْرَةُ‏:‏ أَخذ الشيء اختلاساً، وأَصل الدَّغْرِ الدفْعُ‏.‏

وفي خُلُقِهِ دَغَرٌ أَي تَخَلَّفٌ؛ وفي التهذيب‏:‏ كأَنه استسلام؛‏.‏ قال‏:‏

وما تَخَلَّفَ من أَخْلاقِهِ دَغَرُ

والدَّغْرُ‏:‏ سوء غذاء الولد وأَن ترضعه أُمُّه فلا ترويه فيبقى مستجيعاً

يعترض كل من لقي فيأْكل ويَمَصُّ، ويُلْقَى على الشاة فَيَرْضَعُها، وهو عذاب الصبي‏.‏ وقال أَبو سعيد فيما رَدَّ على أَبي عبيد‏:‏ الدَّغْرُ في الفصيل أَن لا ترويه أُمُّه فَيَدْغَرَ في ضرع غيرها، فقال، عليه الصلاة

والسلام‏:‏ لا تُعَذِّبْنَ أَولادكُنَّ بالدَّغْرِ ولكن أَرْوينَهُمْ لئلا

يَدْغَروا في كل ساعة ويستجيعوا؛ وإِنما أَمر بإِرواءِ الصبيان من اللبن‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ والقول ما قال أَبو عبيد وقد جاءَ في الحديث ما دل على صحة

قوله‏.‏ والدَّغْرُ‏:‏ الوُجور‏.‏ ودَغَرَهُ أَي ضَغَطَهُ حتى مات، ولونٌ

مُدَغَّرٌ‏:‏ قبيح؛ قال‏:‏

كَسا عامِراً ثَوْبَ الدَّمامَةِ رَبُّهُ، كما كُسِيَ الخِنْزيرُ ثَوْباً مُدَغَّرا

دغمر‏:‏ الدَّغْمَرَةُ‏:‏ الخَلْطُ‏.‏ يقال‏:‏ خُلُقٌ دُغْمُريٌّ ودَغْمَريٌّ‏.‏

والدَّغْمَرَةُ‏:‏ تخليط اللَّونِ والخُلْقِ؛ قال رؤْبة‏:‏

إِذا امْرُؤٌ دَغْمَرَ لَوْنَ الأَدْرَنِ، سَلَّمْتُ عِرْضاً لَوْنُه لم يَدْكَنِ

الأَدْرَنُ‏:‏ الوَسِخُ‏.‏ ودَغْمَرَ‏:‏ خَلَطَ‏.‏ لم يدكن‏:‏ لم ينشخ؛ قاله ابن الأَعرابي‏.‏ ورجل دُغْمورٌ‏:‏ سيء الثناء‏.‏ ورجل مُدغْمَرُ الخُلُقِ أَي ليس

بصافي الخُلُقِ‏.‏ وخُلُقٌ دَغْمَرِيُّ وفي خُلُقه دَغْمَرَةٌ أَي شَراسَةٌ

ولُؤْمٌ؛ قال العجاج‏:‏

لا يَزْدهيني العَمَلُ المَقْزِيُّ، ولا مِنَ الأَخْلاقِ دَغْمَرِيُّ

والدَّغْمَرِيُّ‏:‏ السَّيِّءُ الخُلُق، وكذلك الذُّغْمُورُ، بالذال، الحَقُودُ الذي لا ينحلُّ حقده‏.‏ ودَغْمَرَ عليه الخَبَرَ‏:‏ خلطه‏.‏

والمُدَغْمَرُ‏:‏ الخَفِيُّ‏.‏

دغمر‏:‏ الدَّغْمَرَةُ‏:‏ الخَلْطُ‏.‏ يقال‏:‏ خُلُقٌ دُغْمُريٌّ ودَغْمَريٌّ‏.‏

والدَّغْمَرَةُ‏:‏ تخليط اللَّونِ والخُلْقِ؛ قال رؤْبة‏:‏

إِذا امْرُؤٌ دَغْمَرَ لَوْنَ الأَدْرَنِ، سَلَّمْتُ عِرْضاً لَوْنُه لم يَدْكَنِ

الأَدْرَنُ‏:‏ الوَسِخُ‏.‏ ودَغْمَرَ‏:‏ خَلَطَ‏.‏ لم يدكن‏:‏ لم ينشخ؛ قاله ابن الأَعرابي‏.‏ ورجل دُغْمورٌ‏:‏ سيء الثناء‏.‏ ورجل مُدغْمَرُ الخُلُقِ أَي ليس

بصافي الخُلُقِ‏.‏ وخُلُقٌ دَغْمَرِيُّ وفي خُلُقه دَغْمَرَةٌ أَي شَراسَةٌ

ولُؤْمٌ؛ قال العجاج‏:‏

لا يَزْدهيني العَمَلُ المَقْزِيُّ، ولا مِنَ الأَخْلاقِ دَغْمَرِيُّ

والدَّغْمَرِيُّ‏:‏ السَّيِّءُ الخُلُق، وكذلك الذُّغْمُورُ، بالذال، الحَقُودُ الذي لا ينحلُّ حقده‏.‏ ودَغْمَرَ عليه الخَبَرَ‏:‏ خلطه‏.‏

والمُدَغْمَرُ‏:‏ الخَفِيُّ‏.‏

دفر‏:‏ الدَّفْرُ‏:‏ الدفع‏.‏ دَفَرَ في عُنُقِهِ دَفْراً‏:‏ دفع في صدره ومنعه؛ يمانية‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ دفَرْتُه في قفاه دَفْراً أَي دفعته‏.‏ وروي عن

مجاهد في قوله تعالى‏:‏ يوم يُدَعُّونَ إِلى نار جهنم دَعّاً؛ قال يُدْفَرونَ

في أَقفيتهم دَفْراً أَي دفعاً‏.‏

والدَّفَرُ‏:‏ وقوع الدود في الطعام واللحم‏.‏ والدَّفَرُ‏:‏ النَّتْنُ خاصة

ولا يكون الطِّيبَ البتةَ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ أَدْفَرَ الرجلُ إِذا فاح ريح صُنَانِهِ‏.‏ غيره‏:‏

الذَّفَرُ، بالذال وتحريك الفاء، شدّة ذكاء الرائحة، طيبة كانت أَو خبيثة؛ ومنه

قيل‏:‏ مِسْك أَذْفَرُ، ورجل أَدْفَرُ ودَفِرٌ، الأَخيرة على النسب لا فعل

له؛ قال نافع بن لَقِيطٍ الفَقْعَسِيُّ‏:‏

ومُؤَوْلِقٍ أَنْضَجْتُ كَيَّةَ رَأْسِه، فَتَرَكْتَهُ دَفِراً كَريحِ الجَوْرَبِ

وامرأَة دَفْرَاءُ ودَفِرَةٌ‏.‏ ويقال للأَمة إِذا شُتِمَتْ‏:‏ يا دَفَارِ، مثل قطام، أَي يا مُنْتِنَةُ‏.‏ وفي حديث قَيْلَةَ‏:‏ أَلْقِي إِلَيَّ

ابْنَةَ أَخي يا دَفارِ أَي يا منتنة، وهي مبنية على الكسر وأَكثر ما ترد في النداء‏.‏

والدَّفْرُ وأُمُّ دَفْرٍ‏:‏ من أَسماء الدواهي‏.‏ ودَفارِ وأُمُّ دَفارِ

وأُمُّ دَفْرٍ، كله‏:‏ الدنيا‏.‏

ودَفْراً دَافِراً لما يجيء به فلان على المبالغة أَي نَتْناً‏.‏ ويقال

للرجل إِذا قَبَّحْتَ أَمْرَهُ‏:‏ دَفْراً دَافِراً، ويقال‏:‏ دَفْراً له أَي

نَتْناً‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ الدَّفْرُ الذُّلُّ، وبه فسر قول عمر، رضي الله عنه، لما سأَل كعباً عن وُلاةِ الأَمْرِ فأَخبره قال‏:‏ وَادَفْرَاهُ

قيل‏:‏ أَراد وَاذُلاَّهْ، وأَما غيره ففسره بالنَّتْنِ أَي وانْتْنَاه؛ ومنه حديثه الآخر‏:‏ إِنما الحاجُّ الأَشْعَثُ الأَدْفَرُ الأَشْعَرُ؛ والدَّفَرُ‏:‏ النتن، بفتح الفاء، قال‏:‏ ولا أَعرف هذا الفرق إِلاَّ عن ابن الأَعرابي، ومنه قيل للدنيا أُم دَفْرٍ‏.‏

دفتر‏:‏ الدَّفْتَرُ والدِّفْتَرُ؛ كل ذلك عن اللحياني حكاه عنه كراع‏:‏

يعني جماعة الصحف المضمومة‏.‏ الجوهري‏:‏ الدَّفْتَرُ واحد الدَّفاتِر، وهي

الكَرارِيسُ‏.‏

دقر‏:‏ الدُّقْرَانُ‏:‏ خَشَبٌ ينصب في الأَرض يعرّش عليه الكرم، واحدته

دُقْرانَةٌ‏.‏ والدَّوْقَرَةُ‏:‏ بُقْعَةٌ تكون بين الجبال المحيطة بها لا نبات

فيها، وهي من منازل الجنّ ويكره النزول بها؛ وفي التهذيب‏:‏ هي بقعة تكون

بين الجبال في الغيطان انحسرت عنها الشجر، وهي بيضاء صُلْبة لا نبات فيها، والجمع الدَّوَاقر‏.‏

ودَقِرَ الرجلُ دَقَراً إِذا امتلأَ من الطعام‏.‏ ودَقِرَ أَيضاً‏:‏ قاء من المَلْءِ‏.‏ ودَقِرَ هذا المكان‏:‏ صارت فيه رياضٌ‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ دَقِرَ

المكانُ نَدِيَ‏.‏ ودَقِرَ النباتُ دَقَراً، فهو دَقِرٌ‏:‏ كثر وتنعم‏.‏

ورَوْضَةٌ دَقَرَى‏:‏ خضراء ناعمة؛ قال النمر ابن تولب‏:‏

زَبَنَتْكَ أَرْكانُ العَدُوّ، فأَصْبَحَتْ

أَجَأٌ وجُبَّةُ من قَرارِ دِيارِها

وكأَنَّها دَقَرَى تَخَيَّلُ، نَبْتُها

أُنُفٌ، يَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها

تَخَيَّلُ أَي تَلَوَّنُ بالنَّوْر فَتُرِيك رُؤْيا تُخَيِّلُ إِليك

أَنها لون ثم تراها لوناً آخر، ثم قطع الكلام الأَوّل وابتدأَ فقال‏:‏ نبتها

أُنف فنبتها مبتدأٌ والأُنف خبره‏.‏ والأُنُفُ‏:‏ التي لم تُرْعَ‏.‏ ويغم‏:‏ يعلو

ويستر؛ يقول‏:‏ نبتها يغم ضالها‏.‏ والضال‏:‏ السِّدْرُ البَرِّيّ‏.‏ والبحار‏:‏

جمع بَحْرَةٍ، وهي الأَرض المستوية التي ليس بقربها جبل‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

الدَّقْرُ الروضة الحسناء، وهي الدَّقَرَى‏.‏ وأَرض دَقْرَاءُ‏:‏ خضراء كثيرة

الماء والنَّدَى مملوءَةٌ‏.‏ ودَقَرَى‏:‏ اسم روضة بعينها‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ هي

الدَّقَرَى والدَّقْرَةُ والدَّقيرَةُ‏.‏ والوَدْفَةُ والوَدِيفَةُ‏:‏ الروضة‏.‏

الجوهري‏:‏ ودَقَرَى اسم روضة‏.‏

والدَّقارِيرُ‏:‏ الأُمورُ المخالفة، واحدتها دُقْرُورَةٌ ودِقْرارَةٌ، والدِّقْرارَةُ‏:‏ المخالفَةُ‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ أَنه أَمر رجلاً

بشيء فقال له‏:‏ قد جئتَني بِدِقْرَارَةِ قومك أَي بمخالفتهم‏.‏

والدِّقْرَارَةُ‏:‏ الحديث المُفْتَعَلُ‏.‏ ويقال‏:‏ فلان يَفْتَرِي الدَّقارِيرَ أَي

الأَكاذيب والفُحْشَ‏.‏ ويقال للكذب المستشنع والأَباطيل‏:‏ ما جئتَ إِلاَّ

بالدَّقارِيرِ‏.‏ ابن الأَثير‏:‏ في حديث عمر، رضي الله عنه، قال لأَسْلَمَ مَولاه‏:‏

أَخَذَتْكَ دِقْرَارَةُ أَهلك؛ الدِّقْرَارَةُ واحدة الدَّقارِير، وهي

الأَباطيل وعاداتُ السوء، أَراد أَن عادة السوء التي هي عادة قومك وهي

العدولُ عن الحق والعملُ بالباطل قد نَزَعَتْكَ وعَرَضَت لك فعجلت بها، وكان

أَسلم عبداً بِجَاوِيّاً‏.‏ ورجل دِقْرَارَة‏:‏ نمام كأَنه ذو دِقْرَارَةٍ

أَي ذو نميمة وافتعال أَحاديث، وجمعه دَقارِيرُ؛ قال الكميت‏:‏

على دَقارِيرَ أَحْكِيها وأَفْتَعِلُ

والدَّقارِيرُ‏:‏ الدواهي والنمائم، الواحدة دِقْرَارَةٌ‏.‏ والدِّقْرارُ

والدِّقْرَارَةُ‏:‏ التُّبَّانُ، وهي سراويل بلا ساق، وجمعه دقارِيرُ؛ قال

أَوس‏:‏

يَعْلُونَ بالقَلَعِ الهِنْدِيِّ هامَهُمُ، ويَخْرُجُ الفَسْوُ من تَحْتِ الدَّقارِيرِ

وفي حديث عَبْدِ خَيْرٍ قال‏:‏ رأَيت على عَمَّارٍ دِقْرَارَةً، وقال‏:‏

إِني مَمْثُونٌ؛ الدِّقْرَارَةُ‏:‏ التُّبَّانُ، وهو السراويل الصغير الذي

يستر العورة وحدها‏.‏ والمَمْثُونُ‏:‏ الذي يشتكي مَثَانَتَهُ‏.‏

والدُّقْرُورُ‏:‏ فَأْسٌ تحتفر بها الأَرض؛ قال‏:‏

حَرًى حين تأْتي أَهْلَ مَلْهَمَ أَنْ تَرَى

بِعَيْنَيْكَ دُقْرُوراً، وكَرّاً مُحَرَّمَا

والدِّقْرَارةُ‏:‏ القصير من الرجال‏.‏ والدِّقْرَارَةُ‏:‏ العَوْمَرَةُ، وهي

الخُصُومَةُ المُتْعِبَةُ‏.‏

دكر‏:‏ الدِّكْرُ‏:‏ لُعْبَةٌ يلعب بها الزِّنْجُ والحَبَشُ‏.‏ والدِّكْرُ

أَيضاً لربيعة‏:‏ في الذِّكْرِ، وهو غلط، حملهم عليه ادَّكَرَ؛ حكاه سيبويه؛ وكذلك ما حكاه ابن الأَعرابي من قولهم الدِّكْرُ في جمع دِكْرَة إِنما هو على الذِّكْر، ونفى ابن الأَعرابي الدِّكْرَ، بسكون الكاف؛ حكاه سيبويه

كما بينته‏.‏ قال أَبو العباس أَحمد ابن يحيى‏:‏ الدِّكْر، بتشديد الدال، جمع

ذِكْرَةٍ، أُدغمت اللام في الذال فجعلتا دالاً مشدّدة، فإِذا قلت دِكْرٌ

بغير أَلف ولام التعريف قلت ذكر، بالذال، وجمعوا الذِّكْرَةَ

الذِّكْراتِ، بالذال أَيضاً‏.‏ وأَما قول الله تعالى‏:‏ فهل من مُدَّكر؛ فإِن الفراء

قال‏:‏ حدثني الكسائي عن إِسرائيل عن أَبي إِسحق عن الأَسود قال‏:‏ قلت لعبدالله فهل من مُذّكِرٍ ومُدَّكِرٍ، فقال‏:‏ أَقرأَني رسولُ الله، صلى الله عليه

وسلم، مُدَّكِرٍ، بالدال، قال الفراء‏:‏ ومُدَّكر في الأَصل مُذْتَكِر على

مُفْتَعِل فصيرت الذال وتاء الافتعال دالاً مشدّدة، قال‏:‏ وبعض بني أَسد

يقول مُذَّكِر فيقلبون الدال فتصير ذالاً مشدّدة‏.‏ وقد قال الليث‏:‏

الدِّكْرُ ليس من كلام العرب وربيعة تغلط في الذِّكْر فتقول دِكْرٌ‏.‏

دمر‏:‏ الدَّمارُ‏:‏ اسْتِئْصالُ الهلاك‏.‏ دَمَرَ القوم يَُدْمُرونَ دَماراً‏:‏

هلكوا‏.‏ ودَمَرَهُم‏:‏ مَقَتَهُم، ودَمَرَهُمُ الله ودَمَّرَهُمْ

تَدْمِيراً‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً؛ يعني به فرعون وقومه

الذين مُسِخُوا قِرَدة وخنازير؛ ودَمَّرَ عليهم كذلك‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏

قد جاء السَّيْلُ بالبَطْحاء حتى دَمَّرَ المكانَ الذي كان يصلي فيه أَي

أَهلكه‏.‏ يقال‏:‏ دَمَّرَه تدميراً ودَمَّرَ عليه بمعنى؛ ويروى‏:‏ دَفَنَ

المكانَ، والمراد منها دُرُوسُ الموضع وذهابُ أَثره‏.‏ ورجلٌ دَامِرٌ‏:‏ هالك لا

خير فيه‏.‏ يقال‏:‏ رجلٌ خاسِرٌ دامِرٌ؛ عن يعقوب‏.‏ كَدَابِرٍ، وحكى اللحياني

أَنه على البدل وقال‏:‏ خَسِرٌ ودَمِرٌ ودَبِرٌ فأَتبعوهما خَسِراً؛ قال

ابن سيده‏:‏ وعندي أَن خَسِراً على فعله ودَمِراً ودَبِراً على النسب‏.‏ وما

رأَيت من خَسَارَتِهِ ودَمَارَتِهِ ودَبارَته‏.‏

وقد دَمَرَ عليهم يَدْمُرُ دَمْراً ودُمُوراً‏:‏ دخل بغير إِذن، وقيل‏:‏

هجم، وهو نحو ذلك؛ ومنه قوله في الحديث‏:‏ من نظر من صِيْرِ باب فقد دَمَرَ؛ قال أَبو عبيد وغيره‏:‏ دَمَرَ أَي دخل بغير إِذن، وهو الدُّمُورُ، وقد

دَمَرَ يَدْمُرُ دُمُوراً ودَمَقَ دَمْقاً ودُمُوقاً‏.‏ وفي الحديث أَيضاً‏:‏ من سبق طَرْفُه استئذانَه فقد دَمَر أَي هَجَمَ ودخل بغير إِذن، وهو من الدَّمارِ الهلاكِ لأَنه هجوم بما يكره، وفي رواية‏:‏ من اطَّلَعَ في بيت قوم

بغير إِذنهم فقد دَمَر، والمعنى أَن إِساءَة المُطَّلِع مثلُ إِساءة

الدامر‏.‏

والمُدَمِّرُ‏:‏ الصائد يُدَخِّنُ في قُتْرَتِه للصيد بأَوْبارِ الإِبل

كيلا تجد الوَحْشُ رِيحُه، وفي الصحاح‏:‏ وتدمير الصائد أَن يُدَخِّنَ

قُتْرَتَهُ؛ وقال أَوْسُ ابن حَجَرٍ‏:‏

فَلاقَى عليها، من صَبَاحَ، مُدَمِّراً

لِنَامُوسِهِ من الصَّفيحِ سَقَائِفُ‏.‏

والدُّمارِيُّ والتَّدْمُرِيُّ والتُّدْمُريُّ من اليرابيع‏:‏ اللَّئِيمُ

الخِلْقَةِ المكسورُ البَراثِنِ الصُّلْبُ اللَّحْمِ، وقيل‏:‏ هو الماعز

ومنها وفيه قِصَرٌ وصِغَرٌ ولا أَظفار في ساقيه ولا يدرك سريعاً، وهو أَصغر

من الشُّفارِيِّ؛ قال‏:‏

وإِنِّي لأَصْطادُ اليَرابِيعَ كُلَّها‏:‏

شُفَارِيَّها والتَّدْمُرِيَّ المُقَصِّعَا

قال‏:‏ وأَما ضَأْنُها فهو شُفَارِيُّها، وعلامة الضأْن فيها أَن له في وسط ساقه ظفراً في موضع صِيْصِيَةِ الديك‏.‏ ويوصف الرجل اللئيم

بالتَّدْمُرِيّ‏.‏ ابن سيده‏:‏ والتَّدّمُرِيُّ اللئيم من الرجال‏.‏ والتَّدْمُرِيَّةُ من الكلاب‏:‏ التي ليست بِسَلُوقِيَّةٍ ولا كدْرِيَّة‏.‏

وتَدْمُرُ‏:‏ مدينة بالشام؛ قال النابغة‏:‏

وخَيِّسِ الجِنَّ إِنِّي قد أَذِنْتُ لهم

يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاحِ والعَمَدِ

الفراء عن الدُّبَيْرِيَّةِ‏:‏ يقال ما في الدار عَيْنٌ ولا عَيِّنٌ ولا

تَدْمُرِيٌّ ولا تُدْمُرِيٌّ ولا تامُورِيٌّ ولا دُبِّيٌّ ولا دِبِّيٌّ

بمعنى واحد‏.‏

دمثر‏:‏ الدُّماثِرُ‏:‏ السَّهْلُ من الأَرض‏.‏ وأَرض دِمَثْرٌ‏:‏ سهلة‏.‏ وأَرض

دُماثِرٌ إِذا كانت دَمْثاءَ؛ وأَنشد الأَصمعي في صفة إِبل‏:‏

ضَارِبَة بِعَطَنِ دُماثِرِ

أَي شَرِبَتْ فَضَرَبَتْ بِعَطَن، ودَمْثَرٌ‏:‏ دَمِثٌ‏.‏ والدَّمْثَرَةُ‏:‏

الدَّمَاثَةُ؛ وقول العجاج‏:‏

حَوْجَلَة الخَبَعْثَنِ الدِّمَثْرَا

وبعير دُمَثِرٌ دُماثِرٌ إِذا كان كثير اللحم وثِيراً‏.‏

دنر‏:‏ الدِّيْنَارُ‏:‏ فارسي مُعَرَّبٌ، وأَصله دِنَّارٌ، بالتشديد، بدليل

قولهم دَنانِير ودُنَيْنِير فقلبت إِحدى النونين ياء لئلاَّ يلتبس

بالمصادر التي تجيء على فِعَّالٍ، كقوله تعالى‏:‏ وكذبوا بآياتنا كِذَّاباً؛ إِلاَّ أَن يكون بالهاء فيخرّج على أَصله مثل الصِّنَّارَةِ والدِّنَّامَة

لأَنه أَمن الآن من الإِلتباس، ولذلك جمع على دنانير، ومثله قِيراط ودِيباج

وأَصله دِبَّاجٌ‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ دينار وقيراط وديباج أَصلها أَعجمية

غير أَن العرب تكلمت بها قديماً فصارت عربية‏.‏

ورجل مُدَنَّرٌ‏:‏ كثير الدَّنانير‏.‏ ودِينارٌ مُدَنَّرٌ‏:‏ مضروب‏.‏ وفرس

مُدَنَّرٌ‏:‏ فيه تَدْنِيرٌ سوادٌ يخالطه شُهْبَةٌ‏.‏ وبَرْذَوْنٌ مُدَنَّرُ

اللون‏:‏ أَشهبُ على مَتْنَيْهِ وعَجُزهِ سوادٌ مستدير يخالطه شُهْبَةٌ؛ قال

أَبو عبيدة‏:‏ المُدَنَّرُ من الخيل الذي به نُكَتٌ فوق البَرَشِ‏.‏

ودَنَّرَ وَجْهُه‏:‏ أَشرق وتلألأَ كالدِّينار‏.‏ ودِينارٌ‏:‏ اسم‏.‏

دهر‏:‏ الدَّهْرُ‏:‏ الأَمَدُ المَمْدُودُ، وقيل‏:‏ الدهر أَلف سنة‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وقد حكي فيه الدَّهَر، بفتح الهاء‏:‏ فإِما أَن يكون الدَّهْرُ

والدَّهَرُ لغتين كما ذهب إِليه البصريون في هذا النحو فيقتصر على ما سمع منه، وإِما أَن يكون ذلك لمكان حروف الحلق فيطرد في كل شيء كما ذهب إِليه

الكوفيون؛ قال أَبو النجم‏:‏

وجَبَلاَ طَالَ مَعَدّاً فاشْمَخَرْ، أَشَمَّ لا يَسْطِيعُه النَّاسُ، الدَّهَرْ

قال ابن سيده‏:‏ وجمعُ الدَّهْرِ أَدْهُرٌ ودُهُورٌ، وكذلك جمع الدَّهَرِ

لأَنا لم نسمع أَدْهاراً ولا سمعنا فيه جمعاً إِلاَّ ما قدّمنا من جمع

دَهْرٍ؛ فأَما قوله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فإن الله‏:‏ هو الدَّهْرُ؛ فمعناه أَن ما أَصابك من الدهر فالله فاعله ليس الدهر، فإِذا شتمت به الدهر فكأَنك أَردت به الله؛ الجوهري‏:‏ لأَنهم كانوا يضيقون

النوازل إِلى الدهر، فقيل لهم‏:‏ لا تسبوا فاعل ذلك بكم فإِن ذلك هو الله تعالى؛ وفي رواية‏:‏ فإِن الدهر هو الله تعالى؛ قال الأَزهري‏:‏ قال أَبو عبيد

قوله فإِن الله هو الدهر مما لا ينبغي لأَحد من أَهل الإِسلام أَن يجهل

وجهه وذلك أَن المُعَطِّلَةَ يحتجون به على المسلمين، قال‏:‏ ورأَيت بعض من يُتهم بالزندقة والدَّهْرِيَّةِ يحتج بهذا الحديث ويقول‏:‏ أَلا تراه يقول

فإِن الله هو الدهر‏؟‏ قال‏:‏ فقلت وهل كان أَحد يسب الله في آباد الدهر‏؟‏

وقد قال الأَعشى في الجاهلية‏:‏

اسْتَأْثرَ اللهُ بالوفاءِ وبالْـ *** ـحَمْدِ، وَوَلَّى المَلامَةَ الرَّجُلا

قال‏:‏ وتأْويله عندي أَن العرب كان شأْنها أَن تَذُمَّ الدهر وتَسُبه عند الحوادث والنوازل تنزل بهم من موت أَو هَرَمٍ فيقولون‏:‏ أَصابتهم قوارع

الدهر وحوادثه وأَبادهم الدهر، فيجعلون الدهر الذي يفعل ذلك فيذمونه، وقد ذكروا ذلك في أَشعارهم وأَخبر الله تعالى عنهم بذلك في كتابه العزيز ثم كذبهم فقال‏:‏ وقالوا ما هي إِلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا

إِلاَّ الدهر؛ قال الله عز وجل‏:‏ وما لهم بذلك من علم إِن هم إِلاَّ يظنون‏.‏

والدهر‏:‏ الزمان الطويل ومدّة الحياة الدنيا، فقال النبي، صلى الله عليه

وسلم‏:‏ لا تسبوا الدهر، على تأْويل‏:‏ لا تسبوا الذي يفعل بكم هذه الأَشياء

فإِنكم إِذا سببتم فاعلها فإِنما يقع السب على الله تعالى لأَنه الفاعل لها

لا الدهر، فهذا وجه الحديث؛ قال الأَزهري‏:‏ وقد فسر الشافعي هذا الحديث

بنحو ما فسره أَبو عبيد فظننت أَن أَبا عبيد حكى كلامه، وقيل‏:‏ معنى نهي

النبي صلى الله عليه وسلم عن ذم الدهر وسبه أَي لا تسبوا فاعل هذه

الأَشياء فإِنكم إِذا سببتموه وقع السب على الله عز وجل لأَنه الفعال لما يريد، فيكون تقدير الرواية الأُولى‏:‏ فإِن جالب الحوادث ومنزلها هو الله لا

غير، فوضع الدهر موضع جالب الحوادث لاشتهار الدهر عندهم بذلك، وتقدير

الرواية الثانية‏:‏ فإِن الله هو الجالب للحوادث لا غير ردّاً لاعتقادهم أن جالبها الدهر‏.‏

وعامَلَهُ مُدَاهَرَةً ودِهاراً‏:‏ من الدَّهْرِ؛ الأَخيرة عن اللحياني، وكذلك اسْتَأْجَرَهُ مُدَاهَرَةً ودِهاراً؛ عنه‏.‏ الأَزهري‏:‏ قال الشافعي

الحِيْنُ يقع على مُدَّةِ الدنيا، ويوم؛ قال‏:‏ ونحن لا نعلم للحين غاية، وكذلك زمان ودهر وأَحقاب، ذكر هذا في كتاب الإِيمان؛ حكاه المزني في مختصره

عنه‏.‏ وقال شمر‏:‏ الزمان والدهر واحد؛ وأَنشد‏:‏

إِنَّ دَهْراً يَلُفُّ حَبْلِي بِجُمْلٍ

لَزَمَانٌ يَهُمُّ بالإِحْسانِ

فعارض شمراً خالد بن يزيد وخطَّأَه في قوله الزمان والدهر واحد وقال‏:‏

الزمان زمان الرطب والفاكهة وزمان الحرّ وزمان البرد، ويكون الزمان شهرين

إِلى ستة أَشهر والدهر لا ينقطع‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ الدهر عند العرب يقع على

بعض الدهر الأَطول ويقع على مدة الدنيا كلها‏.‏ قال‏:‏ وقد سمعت غير واحد من العرب يقول‏:‏ أَقمنا على ماء كذا وكذا دهراً، ودارنا التي حللنا بها تحملنا

دهراً، وإِذا كان هذا هكذا جاز أَن يقال الزمان والدهر واحد في معنى دون

معنى‏.‏ قال‏:‏ والسنة عند العرب أَربعة أَزمنة‏:‏ ربيع وقيظ وخريف وشتاء، ولا

يجوز أَن يقال‏:‏ الدهر أَربعة أَزمنة، فهما يفترقان‏.‏ وروى الأَزهري بسنده

عن أَبي بكر‏.‏ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال‏:‏

أَلا إِنَّ الزمانَ قد اسْتَدارَ كهيئته يومَ خَلَق اللهُ السمواتِ

والأَرضَ، السنةُ اثنا عشر شهراً، أَربعةٌ منها حُرُمٌ‏:‏ ثلاثَةٌ منها متوالياتٌ‏:‏

ذو القَعْدَةِ وذو الحجة والمحرّم، ورجب مفرد؛ قال الأَزهري‏:‏ أَراد

بالزمان الدهر‏.‏ الجوهري‏:‏ الدهر الزمان‏.‏ وقولهم‏:‏ دَهْرٌ دَاهِرٌ كقولهم أَبَدٌ

أَبِيدٌ، ويقال‏:‏ لا آتيك دَهْرَ الدَّاهِرِين أَي أَبداً‏.‏ ورجل

دُهْرِيٌّ‏:‏ قديم مُسِنٌّ نسب إِلى الدهر، وهو نادر‏.‏ قال سيبويه‏:‏ فإِن سميت

بِدَهْرٍ لم تقل إِلاَّ دَهْرِيٌّ على القياس‏.‏ ورجل دَهْرِيٌّ‏:‏ مُلْحِدٌ لا

يؤمن بالآخرة، يقول ببقاء الدهر، وهو مولَّد‏.‏ قال ابن الأَنباري‏:‏ يقال في النسبة إِلى الرجل القديم دَهْرِيٌّ‏.‏ قال‏:‏ وإِن كان من بني دَهْرٍ من بني

عامر قلت دُهْرِيٌّ لا غير، بضم الدال، قال ثعلب‏:‏ وهما جميعاً منسوبان

إِلى الدَّهْرِ وهم ربما غيروا في النسب، كما قالوا سُهْلِيٌّ للمنسوب إِلى

الأَرض السَّهْلَةِ‏.‏ والدَّهارِيرُ‏:‏ أَوّل الدَّهْرِ في الزمان الماضي، ولا واحد له؛ وأَنشد أَبو عمرو بن العلاء لرجل من أَهل نجد، وقال ابن بري‏:‏

هو لِعثْيَر‏.‏ بن لبيد

العُذْرِيِّ، قال وقيل هو لِحُرَيْثِ بن جَبَلَةَ العُذْري‏:‏

فاسْتَقْدِرِ اللهَ خَيْراً وارْضَيَنَّ بهِ، فَبَيْنَما العُسْرُ إِذا دَارَتْ مَيَاسِيرُ

وبينما المَرْءُ في الأَحياءِ مُغْتَبَطٌ، إِذا هُوَ الرَّمْسُ تَعْفُوهُ الأَعاصِيرُ

يَبْكِي عليه غَرِيبٌ ليس يَعْرِفُهُ، وذُو قَرَابَتهِ في الحَيِّ مَسْرُورُ

حتى كأَنْ لم يكن إِلاَّ تَذَكُّرُهُ، والدَّهْرُ أَيَّتَمَا حِينٍ دَهارِيرُ

قوله‏:‏ استقدر الله خيراً أَي اطلب منه أَن يقدر لك خيراً‏.‏ وقوله‏:‏ فبينما

العسر، العسر مبتدأٌ وخبره محذوف تقديره فبينما العسر كائن أَو حاضر‏.‏

إِذ دارت مياسير أَي حدثت وحلت، والمياسير‏:‏ جمع ميسور‏.‏ وقوله‏:‏ كأَن لم يكن

إِلاَّ تذكره، يكن تامة وإِلاَّ تذكره فاعل بها، واسم كأَن مضمر تقديره

كأَنه لم يكن إِلاَّ تذكره، والهاء في تذكره عائدة على الهاء المقدّرة؛ والدهر مبتدأٌ ودهارير خبره، وأَيتما حال ظرف من الزمان والعامل فيه ما في دهارير من معنى الشدّة‏.‏ وقولهم‏:‏ دَهْرٌ دَهارِيرٌ أَي شديد، كقولهم‏:‏

لَيْلَةٌ لَيْلاءُ ونهارٌ أَنْهَرُ ويومٌ أَيْوَمُ وساعَةٌ سَوْعاءُ‏.‏ وواحدُ

الدَّهارِيرَ دَهْرٌ، على غير قياس، كما قالوا‏:‏ ذَكَرٌ ومَذاكِيرُ

وشِبْهٌ ومَشَابهِ، فكأَنها جمع مِذْكارٍ ومُشْبِهٍ، وكأَنّ دَهارِير جمعُ

دُهْرُورٍ أَو دَهْرار‏.‏ والرَّمْسُ‏:‏ القبر‏.‏ والأَعاصير‏:‏ جمع إِعصار، وهي

الريح تهب بشدّة‏.‏ ودُهُورٌ دَهارِير‏:‏ مختلفة على المبالغة؛ الأَزهري‏:‏ يقال

ذلك في دَهْرِ الدَّهارِير‏.‏ قال‏:‏ ولا يفرد منه دِهْرِيرٌ؛ وفي حديث

سَطِيح‏:‏فإِنَّ ذا الدَّهْرَ أَطْواراً دَهارِيرُ

قال الأَزهري‏:‏ الدَّهارير جمع الدُّهُورِ، أَراد أَن الدهر ذو حالين من بُؤْسٍ ونُعْمٍ‏.‏ وقال الزمخشري‏:‏ الدهارير تصاريف الدهر ونوائبه، مشتق من لفظ الدهر، ليس له واحد من لفظه كعباديد‏.‏ والدهر‏:‏ النازلة‏.‏ وفي حديث موت

أَبي طالب‏:‏ لولا أَن قريشاً تقول دَهَرَهُ الجَزَعُ لفعلتُ‏.‏ يقال‏:‏ دَهَرَ

فلاناً أَمْرٌ إِذا أَصابه مكروه، ودَهَرَهُمْ أَمر نزل بهم مكروه، ودَهَرَ بهم أَمرٌ نزل بهم‏.‏ وما دَهْري بكذا وما دَهْري كذا أَي ما هَمِّي

وغايتي‏.‏ وفي حديث أُم سليم‏:‏ ما ذاك دَهْرُكِ‏.‏ يقال‏:‏ ما ذاكَ دَهْرِي وما

دَهْرِي بكذا أَي هَمِّي وإِرادتي؛ قال مُتَمِّم ابن نُوَيْرَةَ‏:‏

لَعَمْرِي وما دَهْرِي بِتَأْبِينِ هالِكٍ، ولا جَزَعاً مما أَصابَ فأَوْجَعَا

وما ذاك بِدَهْري أَي عادتي‏.‏

والدَّهْوَرَةُ‏:‏ جَمْعُك الشيءَ وقَذْفُكَ به في مَهْوَاةٍ؛ ودَهْوَرْتُ

الشيء‏:‏ كذلك‏.‏ وفي حديث النجاشي‏:‏ فلا دَهْوَرَة اليومَ على حِزْبِ

إِبراهيم، كأَنه أَراد لا ضَيْعَةَ عليهم ولا يترك حفظهم وتعهدهم، والواو

زائدة، وهو من الدَّهْوَرَة جَمْعِكَ الشيء وقَذْفِكَ إِياه في مَهْوَاةٍ؛ ودَهْوَرَ اللُّقَمَ منه، وقيل‏:‏ دَهْوَرَ اللُّقَمَ كبَّرها‏.‏ الأَزهري‏:‏

دَهْوَرَ الرجلُ لُقَمَهُ إِذا أَدارها ثم الْتَهَمَها‏.‏ وقال مجاهد في قوله

تعالى‏:‏ إِذا الشمس كُوِّرَتْ، قال‏:‏ دُهْوِرَتْ، وقال الربيع بن خُثَيْمٍ‏:‏

رُمِيَ بها‏.‏ ويقال‏:‏ طَعَنَه فَكَوَّرَهُ إِذا أَلقاه‏.‏ وقال الزجاج في قوله‏:‏ فكُبْكِبُوا فيها هم والغَاوونَ؛ أَي في الجحيم‏.‏ قال‏:‏ ومعنى كبكبوا

طُرِحَ بعضهم على بعض، وقال غيره من أَهل اللغة‏:‏ معناه دُهْوِرُوا‏.‏

ودَهْوَرَ‏:‏ سَلَحَ‏.‏ ودَهْوَرَ كلامَه‏:‏ قَحَّمَ بعضَه في إِثر بعض‏.‏ ودَهْوَرَ

الحائط‏:‏ دفعه فسقط‏.‏ وتَدَهْوَرَ الليلُ‏:‏ أَدبر‏.‏

والدَّهْوَرِيُّ من الرجال‏:‏ الصُّلْبُ الضَّرْب‏.‏

الليث‏:‏ رجل دَهْوَرِيُّ الصوت وهو الصُّلْبُ الصَّوْتِ؛ قال الأَزهري‏:‏

أَظن هذا خطأَ والصواب جَهْوَرِيُّ الصوت أَي رفيع الصوت‏.‏

ودَاهِرٌ‏:‏ مَلِكُ الدَّيْبُلِ، قتله محمد بن القاسم الثقفي ابن عمر

الحجاج فذكره جرير وقال‏:‏

وأَرْضَ هِرَقْل قد ذَكَرْتُ وداهِراً، ويَسْعَى لكم من آلِ كِسْرَى النَّواصِفُ

وقال الفرزدق‏:‏

فإِني أَنا الموتُ الذي هو نازلٌ

بنفسك، فانْظُرْ كيف أَنْتَ تُحاوِلُهْ

فأَجابه جرير‏:‏

أَنا الدهرُ يُفْني الموتَ، والدَّهْرُ خالدٌ، فَجِئْني بمثلِ الدهرِ شيئاً تُطَاوِلُهْ

قال الأَزهري‏:‏ جعل الدهر الدنيا والآخرة لأَن الموت يفنى بعد انقضاء

الدنيا، قال‏:‏ هكذا جاء في الحديث‏.‏

وفي نوادر الأَعراب‏:‏ ما عندي في هذا الأَمر دَهْوَرِيَّة ولا

رَخْوَدِيَّةٌ أَي ليس عندي فيه رفق ولا مُهاوَدَةٌ ولا رُوَيْدِيَةٌ ولا

هُوَيْدِيَةٌ ولا هَوْدَاء ولا هَيْدَاءُ بمعنى واحد‏.‏

ودَهْرٌ ودُهَيْرٌ ودَاهِرٌ‏:‏ أَسماء‏.‏ ودَهْرٌ‏:‏ اسم موضع، قال لبيد بن ربيعة‏:‏

وأَصْبَحَ رَاسِياً بِرُضَامِ دَهْرٍ، وسَالَ به الخمائلُ في الرِّهامِ

والدَّوَاهِرُ‏:‏ رَكايا معروفة؛ قال الفرزدق‏:‏

إِذاً لأَتَى الدَّوَاهِرَ، عن قريبٍ، بِخِزْيٍ غيرِ مَصْرُوفِ العِقَالِ

دهدر‏:‏ الدُّهْدُرُّ‏:‏ الباطلُ، ومنه قولهم دُهْدُرَّيْنِ ودُهْدِرَّيْهِ

للرجل الكذوب‏.‏ أَبو زيد‏:‏ العرب تقول دُهْدُرَّانِ لا يغنيان عنك شيئاً‏.‏

ودُهْدُرَّيْنِ‏:‏ اسم لِبَطَلَ؛ قال ذلك أَبو علي‏.‏ ومن كلامهم‏:‏

دُهْدُرَّيْنِ سَعْدُ القَيْنُ أَي بَطَلَ سعدُ القَيْنُ بأَن لا يُسْتَعْمَلَ وذلك

لتشاغل الناس بما هم فيه من الشدّة أَو القحط‏.‏ ويقال‏:‏ سَاعدُ القَيْنُ، ويقال‏:‏ دُهْدُرَّانِ لا يُغْني عَنْكَ شيئاً‏.‏

دهشر‏:‏ أَبو عمرو‏:‏ الدَّهْشَرَةُ الناقة الكبيرة والعَجَمْجَمَةُ

الشديدة‏.‏

دهكر‏:‏ الدَّهْكَرُ‏:‏ القصير‏.‏ والتَّدَهْكُرُ‏:‏ التدحرج في المشية

وتَدَهْكَرَ عليه‏:‏ تَنَزَّى‏.‏

دور‏:‏ دَارَ الشيءُ يَدُورُ دَوْراً ودَوَرَاناً ودُؤُوراً واسْتَدَارَ

وأَدَرْتُه أَنا ودَوَّرْتُه وأَدَارَه غيره ودَوَّرَ به ودُرْتُ به وأَدَرْت اسْتَدَرْتُ، ودَاوَرَهُ مُدَاوَرَةً ودِوَاراً‏:‏ دَارَ معه؛ قال أَبو

ذؤيب‏:‏

حتى أُتِيح له يوماً بِمَرْقَبَةٍ

ذُو مِرَّةٍ، بِدِوَارِ الصَّيْدِ، وَجَّاسُ

عدّى وجاس بالباء لأَنه في معنى قولك عالم به‏.‏ والدهر دَوَّارُ

بالإِنسان ودَوَّارِيُّ أَي دائر به على إِضافة الشيء إِلى نفسه؛ قال ابن سيده‏:‏

هذا قول اللغويين، قال الفارسي‏:‏ هو على لفظ النسب وليس بنسب، ونظيره

بُخْتِيٌّ وكُرْسيٌّ ومن المضاعف أَعْجَمِيٌّ في معنى أَعجم‏.‏ الليث‏:‏

الدَّوَّارِيُّ الدَّهْرُ الدائرُ بالإِنسان أَحوالاً؛ قال العجاج‏:‏

والدَّهْرُ بالإِنسانِ دَوَّارِيُّ، أَفْنَى القُرُونَ، وهو قَعْسَرِيُّ

ويقال‏:‏ دَارَ دَوْرَةً واحدةً، وهي المرة الواحدة يدُورُها‏.‏ قال‏:‏

والدَّوْرُ قد يكون مصدراً في الشعر ويكون دَوْراً واحداً من دَوْرِ العمامة، ودَوْرِ الخيل وغيره عام في الأَشياء كلها‏.‏

والدُّوَارُ والدَّوَارُ‏:‏ كالدَّوَرَانِ يأْخذ في الرأْس‏.‏

ودِيَر به وعليه وأُدِيرَ به‏:‏ أَخذهن الدُّوَارُ من دُوَارِ الرأْس‏.‏

وتَدْوِيرُ الشيء‏:‏ جعله مُدَوَّراً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِن الزمان قد

اسْتَدَار كهيئته يوم خلق الله السموات والأَرض‏.‏ يقال‏:‏ دَارَ يَدُورُ واستدار

يستدير بمعنى إِذا طاف حول الشيء وإِذا عاد إِلى الموضع الذي ابتدأَ منه؛ ومعنى الحديث أَن العرب كانوا يؤخرون المحرم إِلى صفر، وهو النسيء، ليقاتلوا فيه ويفعلون ذلك سنة بعد سنة فينتقل المحرم من شهر إِلى شهر حتى يجعلوه

في جميع شهور السنة، فلما كانت تلك السنة كان قد عاد إِلى زمنه المخصوص

به قبل النقل ودارت السنة كهيئتها الأُولى‏.‏

ودُوَّارَةُ الرأْس ودَوَّارَتُه‏:‏ طائفة منه‏.‏ ودَوَّارَةُ البطن

ودُوَّارَتُه؛ عن ثعلب‏:‏ ما تَحَوَّى من أَمعاء الشاة‏.‏

والدَّائرة والدَّارَةُ، كلاهما‏:‏ ما أَحاط بالشيء‏.‏

والدَّارَةُ‏:‏ دَارَةُ القمر التي حوله، وهي الهَالَةُ‏.‏ وكل موضع يُدَارُ

به شيء يَحْجُرُه، فاسمه دَارَةٌ نحو الدَّاراتِ التي تتخذ في المباطخ

ونحوها ويجعل فيها الخمر؛ وأَنشد‏:‏

تَرَى الإِوَزِّينَ في أَكْنافِ دَارَتها

فَوْضَى، وبين يديها التِّبْنُ مَنْثُورُ

قال‏:‏ ومعنى البيت أَنه رأَى حَصَّاداً أَلقى سنبله بين يدي تلك الإِوز

فقلعت حبّاً من سنابله فأَكلت الحب وافتضحت التبن‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَهل النار

يحترقون إِلا دارات وجوههم؛ هي جمع دارة، وهو ما يحيط بالوجه من جوانبه، أَراد أَنها لا تأْكلها النار لأَنها محل السجود‏.‏ ودارة الرمل‏:‏ ما

استدار منه، والجمع دَارَاتٌ ودُورٌ؛ قال العجاج‏:‏

من الدَّبِيلِ ناشِطاً لِلدُّورِ

الأَزهري‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الدِّيَرُ الدَّارَاتُ في الرمل‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال دَوَّارَةٌ وقَوَّارَةٌ لكل ما لم يتحرك ولم يَدُرْ، فإِذا تحرك

ودار، فهو دَوَّارَةٌ وقَوَّارَةٌ‏.‏

والدَّارَةُ‏:‏ كل أَرض واسعة بين جبال، وجمعها دُورٌ ودَارَات؛ قال أَبو

حنيفة‏:‏ وهي تُعَدُّ من بطون الأَرض المنبتة؛ وقال الأَصمعي‏:‏ هي

الجَوْبَةُ الواسعة تَحُفُّها الجبال، وللعرب دارات؛ قال محمد بن المكرم‏:‏ وجدت هنا

في بعض الأُصول حاشية بخط سيدنا الشيخ الإِمام المفيد بهاء الدين محمد

ابن الشيخ محيي الدين إبراهيم بن النحاس النحوي، فسح الله في أَجله‏:‏ قال

كُرَاعٌ الدارةُ هي البُهْرَةُ إِلا أَن البُهْرَة لا تكون إِلا سهلة

والدارة تكون غليظة وسهلة‏.‏ قال‏:‏ وهذا قول أَبي فَقْعَسٍ‏.‏ وقال غيره‏:‏ الدارة

كلُّ جَوْبَةٍ تنفتح في الرمل، وجمعها دُورٌ كما قيل ساحة وسُوحٌ‏.‏ قال

الأَصمعي‏:‏ وعِدَّةٌ من العلماء، رحمهم الله تعالى دخل كلام بعضهم في كلام

بعض‏:‏ فمنها دارة جُلْجُل ودارةُ القَلْتَيْنِ ودارةُ خَنْزَرٍ ودارةُ

صُلْصُلٍ ودارةُ مَكْمَنٍ ودارةُ مَاسِلٍ ودارة الجَأْبِ ودارة الذِّئْبِ

ودارة رَهْبى ودارةُ الكَوْرِ ودارةُ موضوع ودارةُ السَّلَمِ ودارةُ الجُمُدِ

ودارةُ القِدَاحِ ودارةُ رَفْرَفٍ ودارةُ قُِطْقُِطٍ ودارةُ مُحْصَنٍ

ودارةُ الخَرْجِ ودارة وَشْحَى ودارةُ الدُّورِ، فهذه عشرون دَارَةً وعلى

أَكثرها شواهد، هذا آخر الحاشية‏.‏

والدَّيِّرَةُ من الرمل‏:‏ كالدَّارةِ، والجمع دَيِّرٌ، وكذلك

التَّدْورِةُ، وأَنشد سيبويه لابن مقبل‏:‏

بِتْنَا بِتَدْوِرَة يُضِيءُ وُجُوهَنَا

دَسَمُ السَّلِيطِ، يُضِيءُ فَوْقَ ذُبالِ

ويروى‏:‏

بتنا بِدَيِّرَةٍ يضيء وجوهنا

والدَّارَةُ‏:‏ رمل مستدير، وهي الدُّورَةُ، وقيل‏:‏ هي الدُّورَةُ

والدَّوَّارَةُ والدَّيِّرَةُ، وربما قعدوا فيها وشربوا‏.‏ والتَّدْوِرَةُ‏.‏

المجلسُ؛ عن السيرافي‏.‏ ومُدَاوَرَةُ الشُّؤُون‏:‏ معالجتها‏.‏ والمُدَاوَرَةُ‏:‏

المعالجة؛ قال سحيم بن وثيل‏:‏

أَخُو خَمْسِينَ مُجْتَمِعٌ أَشُدِّي، ونَجَّدَنِي مُدَاوَرَةُ الشُّؤُونِ

والدَّوَّارَةُ‏:‏ من أَدوات النَّقَّاشِ والنَّجَّارِ لها شعبتان تنضمان

وتنفرجان لتقدير الدَّارات‏.‏

والدَّائِرَةُ في العَرُوض‏:‏ هي التي حصر الخليل بها الشُّطُورَ لأَنها

على شكل الدائرة التي هي الحلقة، وهي خمس دوائر‏:‏ الأُولى فيها ثلاثة

أَبواب الطويل والمديد والبسيط، والدائرة الثانية فيها بابان الوافر والكامل، والدائرة الثالثة فيها ثلاثة أَبواب الهزج والرجز والرمل، والدائرة

الرابعة فيها ستة أَبواب السريع والمنسرح والخفيف والمضارع والمقتضب والمجتث، والدائرة الخامسة فيها المتقارب فقط‏.‏ والدائرة‏:‏ الشَّعَرُ المستدير على

قَرْنِ الإِنسان؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ هو موضع الذؤابة‏.‏ ومن أَمثالهم‏:‏ ما

اقْشَعَرَّتْ له دائرتي؛ يضرب مثلاً لمن يَتَهَدَّدُكَ بالأَمر لا يضرك‏.‏

ودائرة رأْس الإِنسان‏:‏ الشعر الذي يستدير على القَرْنِ، يقال‏:‏ اقشعرت

دائرته‏.‏ ودائرة الحافر‏:‏ ما أَحاط به من التبن‏.‏ والدائرة‏:‏ كالحلقة أَو الشيء

المستدير‏.‏ والدائرة‏:‏ واحدة الدوائر؛ وفي الفرس دوائر كثيرة‏:‏ فدائرة

القَالِع والنَّاطِحِ وغيرهما؛ وقال أَبو عبيدة‏:‏ دوائر الخيل ثماني عشرة دائرة‏:‏

يكره منها الهَقْعَةُ، وهي التي تكون في عُرضِ زَوْرِه، ودائرة

القَالِعِ، وهي التي تكون تحت اللِّبْدِ، ودائرة النَّاخِسِ، وهي التي تكون تحت

الجَاعِرَتَيْنِ إِلى الفَائِلَتَيْنِ، ودائرةُ اللَّطَاةِ في وسط الجبهة

وليست تكره إِذا كانت واحدة فإِن كان هناك دائرتان قالوا‏:‏ فرس نَطِيحٌ، وهي مكروهة وما سوى هذه الدوائر غير مكروهة‏.‏

ودَارَتْ عليه الدَّوائِرُ أَي نزلت به الدواهي‏.‏ والدائرة‏:‏ الهزيمة

والسوء‏.‏ يقال‏:‏ عليهم دائرة السوء‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فيجعل الدائرة عليهم أَي

الدَّوْلَة بالغلبة والنصر‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ ويَتَرَبَّصُ بكم الدوائر؛ قيل‏:‏

الموت أَو القتل‏.‏

والدُّوَّارُ‏:‏ مستدار رمل تَدُورُ حوله الوحش؛ أَنشد ثعلب‏:‏

فما مُغْزِلٌ أَدْماءُ نام غَزَالُها، بِدُوَّارِ نِهْيٍ ذي عَرَارٍ وحُلَّبِ

بأَحْسَنَ من لَيْلَى، ولا أُمُّ شَادِنٍ

غَضِيضَةُ طَرْفٍ رُعْتُها وَسْطَ رَبْرَبِ

والدائرة‏:‏ خشية تركز وسط الكُدْسِ تَدُورُ بها البقر‏.‏

الليث‏:‏ المَدَارُ مَفْعَلٌ يكون موضعاً ويكون مصدراً كالدَّوَرَانِ، ويجعل اسماً نحو مَدَار الفَلَكِ في مَدَارِه‏.‏

ودُوَّارٌ، بالضم‏:‏ صنم، وقد يفتح، وفي الأَزهري‏:‏ الدَّوَّارُ صنم كانت

العرب تنصبه يجعلون موضعاً حوله يَدُورُون به، واسم ذلك الصنم والموضع

الدُّوَارُ؛ ومنه قول امرئ القيس‏:‏

فَعَنَّ لنا سِرْبٌ كأَنَّ نِعاجَهُ

عَذَارَى دُوَارٍ، في مُلاءٍ مُذَيَّلِ

السرب‏:‏ القطيع من البقر والظباء وغيرها، وأَراد به ههنا البقر، ونعاجه

إِناثه، شبهها في مشيها وطول أَذنابها بِجَوَارٍ يَدُرْنَ حول صنم وعليهن

الملاء‏.‏ والمذيل‏:‏ الطويل المهدّب‏.‏ والأَشهر في اسم الصنم دَوَارٌ، بالفتح، وأَما الدُّوَارُ، بالضم، فهو من دُوَارِ الرأْس، ويقال في اسم الصنم

دُوارٌ، قال‏:‏ وقد تشدد فيقال دُوَّارٌ‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ نَخْشَى أَن تصيبنا دائرة؛ قال أَبو عبيدة‏:‏ أَي دَوْلَةٌ، والدوائر تَدُورُ والدَّوائل تَدولُ‏.‏ ابن سيده‏:‏ والدَّوَّار

والدُّوَّارُ؛ كلاهما عن كراع، من أَسماء البيت الحرام‏.‏

والدَّارُ‏:‏ المحل يجمع البناء والعرصة، أُنثى؛ قال ابن جني‏:‏ هي من دَارَ

يَدُورُ لكثرة حركات الناس فيها، والجمع أَدْوُرٌ وأَدْؤُرٌ في أَدنى

العدد والإِشمام للفرق بينه وبين أَفعل من الفعل والهمز لكراهة الضمة على

الواو؛ قال الجوهري‏:‏ الهمزة في أَدؤر مبدلة من واو مضمومة، قال‏:‏ ولك أن لا تهمز، والكثير دِيارٌ مثل جبل وأَجْبُلٍ وجِبالٍ‏.‏ وفي حديث زيارة

القبور‏:‏ سلامٌ عليكم دَارَ قَوْمٍ مؤمنين؛ سمي موضع القبور داراً تشبيهاً بدار

الأَحياء لاجتماع الموتى فيها‏.‏ وفي حديث الشفاعة‏:‏ فأَسْتَأْذِنُ على

رَبِّي في دَارِه؛ أَي في حضرة قدسه، وقيل‏:‏ في جنته، فإِن الجنة تسمى دار

السلام، والله عز وجل هو السلام، قال ابن سيده في جمع الدار‏:‏ آدُرٌ، على

القلب، قال‏:‏ حكاها الفارسي عن أَبي الحسن؛ ودِيارَةٌ ودِيارَاتٌ ودِيرَانٌ

ودُورٌ ودُورَاتٌ؛ حكاها سيبويه في باب جمع الجمع في قسمة السلامة‏.‏

والدَّارَةُ‏:‏ لغة في الدَّارِ‏.‏ التهذيب‏:‏ ويقال دِيَرٌ ودِيَرَةٌ وأَدْيارٌ

ودِيرَانٌ ودَارَةٌ ودَارَاتٌ ودُورٌ ودُورَانٌ وأَدْوَارٌ ودِوَارٌ

وأَدْوِرَةٌ؛ قال‏:‏ وأَما الدَّارُ فاسم جامع للعرصة والبناء والمَحَلَّةِ‏.‏ وكلُّ

موضع حل به قوم، فهو دَارُهُمْ‏.‏ والدنيا دَارُ الفَناء، والآخرة دَارُ

القَرار ودَارُ السَّلام‏.‏ قال‏:‏ وثلاث أَدْؤُرٍ، همزت لأَن الأَلف التي

كانت في الدار صارت في أَفْعُلٍ في موضع تحرّك فأُلقي عليها الصرف ولم تردّ

إِلى أَصلها‏.‏

ويقال‏:‏ ما بالدار دَيَّارٌ أَي ما بها أَحد، وهو فَيْعَالٌ من دار

يَدُورُ‏.‏ الجوهري‏:‏ ويقال ما بها دُورِيٌّ وما بها دَيَّارٌ أَي أَحد، وهو فَيْعَالٌ من دُرْتُ وأَصله دَيْوَارٌ؛ قالوا‏:‏ وإِذا وقعت واو بعد ياء ساكنة

قبلها فتحة قلبت ياء وأُدغمت مثل أَيَّام وقَيَّام‏.‏ وما بالدّارِ

دُورِيٌّ ولا دَيَّارٌ ولا دَيُّورٌ على إِبدال الواو من الياء، أَي ما بها

أَحد، لا يستعمل إِلا في النفي، وجمع الدَّيَّارِ والدَّيُّورِ لو كُسِّرَ

دَواوِيرُ، صحت الواو لبعدها من الطرف؛ وفي الحديث‏:‏ أَلا أُنبئكم بخير

دُورِ الأَنصار‏؟‏ دُورُ بني النَّجَّارِ ثم دُور بني عَبْدِ الأَشْهَلِ وفي كلِّ دُورِ الأَنصارِ خَيْرٌ؛ الدُّورُ‏:‏ جمع دار، وهي المنازل المسكونة

والمَحَالُّ، وأَراد به ههنا القبائل؛ والدُّورُ ههنا‏:‏ قبائل اجتمعت كل

قبيلة في مَحَلَّةٍ فسميت المَحَلَّةُ دَاراً وسمي ساكنوها بها مجازاً على

حذف المضاف، أَي أَهل الدُّورِ‏.‏ وفي حديث آخر‏:‏ ما بقيتْ دَارٌ إِلاَّ

بُنِيَ فيها مسجد؛ أَي ما بقيت قبيلة‏.‏ وأَما قوله، عليه السلام‏:‏ وهل ترك لنا

عَقِيلٌ من دار‏؟‏ فإِنما يريد به المنزل لا القبيلة‏.‏ الجوهري‏:‏ الدار مؤنثة

وإِنما قال تعالى‏:‏ ولنعم دار المتقين؛ فذكَّر على معنى المَثْوَى

والموضع، كما قال عز وجل‏:‏ نِعْمَ الثوابُ وحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً، فأَنث على

المعنى‏.‏ والدَّارَةُ أَخص من الدَّارِ؛ وفي حديث أَبي هريرة‏:‏

يا لَيْلَةً من طُولها وعَنَائِها، على أَنها من دَارَةِ الكُفْرِ نَجَّتِ

ويقال للدَّارِ‏:‏ دَارَة‏.‏ وقال ابن الزِّبَعْرَى‏:‏ وفي الصحاح قال أُمية

بن أَبي الصلت يمدح عبدالله بن جُدْعان‏:‏

لَهُ دَاعٍ بمكةَ مُشْمَعِلٌّ، وآخَرُ فَوْقَ دَارَتِه يُنادِي

والمُدَارَات‏:‏ أُزُرٌ فيها دَارَاتٌ شَتَّى؛ وقال الشاعر‏:‏

وذُو مُدَارَاتٍ على حَصِير

والدَّائِرَةُ‏:‏ التي تحت الأَنف يقال لها دَوَّارَةٌ ودَائِرَةٌ

ودِيرَةٌ‏.‏ والدَّارُ‏:‏ البلد‏.‏ حكى سيبويه‏:‏ هذه الدَّارُ نعمت البلدُ فأَنث البلد

على معنى الدار‏.‏ والدار‏:‏ اسم لمدينة سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه

وسلم‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ والذين تَبَوَّأُوا الدَّارَ والإِيمان‏.‏

والدَّارِيُّ‏:‏ اللازِمُ لداره لا يبرح ولا يطلب معاشاً‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ الدَّارِيُّ رَبُّ النِّعَمِ، سمي بذلك لأَنه مقيم في داره

فنسب إِليها؛ قال‏:‏

لَبِّثْ قليلاً يُدْرِكِ الدَّارِيُّون، ذَوُو الجيادِ الُبدَّنِ المَكْفِيُّون، سَوْفَ تَرَى إِن لَحِقُوا ما يُبْلُون

يقول‏:‏ هم أَرباب الأَموال واهتمامهم بإِبلهم أَشد من اهتمام الراعي الذي

ليس بمالك لها‏.‏ وبَعِيرٌ دَارِيٌّ‏:‏ متخلف عن الإِبل في مَبْرَكِه، وكذلك

الشاة والدَّارِيُّ‏:‏ المَلاَّحُ الذي يلي الشِّرَاعَ‏.‏

وأَدَارَهُ عن الأَمر وعليه ودَاوَرَهُ‏:‏ لاوَصَهُ‏.‏

ويقال‏:‏ أَدَرْتُ فلاناً على الأَمر إِذا حاوَلْتَ إِلزامَه إِياه، وأَدَرْتُهُ عن الأَمر إِذا طلبت منه تركه؛ ومنه قوله‏:‏

يُديرُونَنِي عن سَالِمٍ وأُدِيرُهُمْ، وجِلْدَةُ بينَ العَيْنِ والأَنْفِ سَالم وفي حديث الإِسراء‏:‏ قال له موسى، عليه السلام‏:‏ لقد دَاوَرْتُ بني

إِسرائيل على أَدْنَى من هذا فَضَعُفُوا؛ هو فاعَلْتُ من دَارَ بالشيء يَدُورُ

به إِذا طاف حوله، ويروى‏:‏ رَاوَدْتُ‏.‏ الجوهري‏:‏ والمُدَارَةُ جِلْدٌ

يُدَارُ ويُخْرَزُ على هيئة الدلو فيستقى بها؛ قال الراجز‏:‏

لا يَسْتَقِي في النَّزَحِ المَضْفُوفِ

إِلاَّ مُدَارَاتُ الغُرُوبِ الجُوفِ

يقول‏:‏ لا يمكن أَن يستقى من الماء القليل إِلا بدلاء واسعة الأَجواف

قصيرة الجوانب لتنغمس في الماء وإِن كان قليلاً فتمتلئ منه؛ ويقال‏:‏ هي من المُدَارَاةِ في الأُمور، فمن قال هذا فإِنه ينصب التاء في موضع الكسر، أَي بمداراة الدلاء، ويقول لا يستقى على ما لم يسمَّ فاعله‏.‏ ودَارٌ‏:‏ موضع؛ قال ابن مقبل‏:‏

عادَ الأَذِلَّةُ في دَارٍ، وكانَ بها

هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلاَّمُونَ للجُزُرِ

وابنُ دَارَةَ‏:‏ رجل من فُرْسَانِ العرب؛ وفي المثل‏:‏

محا السَّيْفُ ما قال ابنُ دَارَةَ أَجْمَعَا

والدَّارِيُّ‏:‏ العَطَّارُ، يقال‏:‏ أَنه نُسِبَ إِلى دَارِينَ فُرْضَةٍ

بالبَحْرَيْنِ فيها سُوق كان يحمل إِليها مِسْكٌ من ناحية الهند؛ وقال

الجعدي‏:‏

أُلْقِيَ فيها فِلْجانِ من مِسْكِ دَا

رِينَ، وفِلْجٌ من فُلْفُلٍ ضَرِمِ

وفي الحديث‏:‏ مَثَلُ الجَلِيس الصالِح مَثَلُ الدَّارِيِّ إِن لم يُحْذِكَ من عِطْرِه عَلِقَكَ من ريحه؛ قال الشاعر‏:‏

إِذا التَّاجِرُ الدَّارِيُّ جاءَ بفَأْرَةٍ

من المِسْكِ، رَاحَتْ في مَفَارِقِها تَجْري

والدَّارِيُّ، بتشديد الياء‏:‏ العَطَّارُ، قالوا‏:‏ لأَنه نسب إِلى

دَارِينَ، وهو موضع في البحر يؤتى منه بالطيب؛ ومنه كلام عليّ، كرّم الله وجهه‏:‏

كأَنه قِلْعٌ دَارِيُّ أَي شِراعٌ منسوب إِلى هذا الموضع البحري؛ الجوهري‏:‏ وقول زُمَيْلٍ الفَزَارِيِّ‏:‏

فلا تُكْثِرَا فيه المَلامَةَ، إِنَّهُ

مَحا السَّيْفُ ما قالَ ابنُ دَارَةَ أَجْمَعا

قال ابن بري‏:‏ الشعر للكُمَيت بن مَعْرُوف، وقال ابن الأَعرابي‏:‏ هو للكميت بن ثعلبة الأَكبر؛ قال‏:‏ وصدره‏:‏

فلا تُكْثِرُوا فيه الضَّجَاجَ، فإِنه

مَحا السَّيْفُ ما قالَ ابنُ دَارَةَ أَجْمَعا

والهاء في قوله فيه تعود على العقل في البيت الذي قبله، وهو‏:‏

خُذُوا العَقْلَ، إِنْ أَعْطاكمُ العَقْلَ قَومُكُم، وكُونُوا كمن سَنَّ الهَوَانَ فَأَرْتَعَا

قال‏:‏ وسبب هذا الشعر أَن سالم بن دارة هجا فَزَارَةَ وذكر في هجائه

زُمَيْلَ بن أُم دينار الفَزَارِيَّ فقال‏:‏

أَبْلِغْ فَزَارَةَ أَنِّي لن أُصالِحَها، حتى يَنِيكَ زُمَيْلٌ أُمَّ دِينارِ

ثم إِن زميلاً لقي سالم بن دارة في طريق المدينة فقتله وقال‏:‏

أَنا زُمَيْلٌ قاتِلُ ابنِ دَارَهْ، ورَاحِضُ المَخْزَاةِ عن فَزَارَهْ

ويروى‏:‏ وكاشِفُ السُّبَّةِ عن فَزَارَهْ‏.‏

وبعده‏:‏

ثم جَعَلْتُ أَعْقِلُ البَكَارَهْ

جمع بَكْرٍ‏.‏ قال‏:‏ يعقل المقتول بَكارَةً‏.‏

ومَسَانّ وعبدُ الدَّار‏:‏ بطنٌ من قريش النسب إِليهم عَبْدَرِيٌّ؛ قال

سيبويه‏:‏ وهو من الإِضافة التي أُخذ فيها من لفظ الأَول والثاني كما أُدخلت

في السَّبَطْر حروفُ السَّبِطِ؛ قال أَبو الحسن‏:‏ كأَنهم صاغوا من عَبْدِ

الدَّارِ اسماً على صيغة جَعْفَرٍ ثم وقعت الإِضافة إِليه‏.‏

ودارِين‏:‏ موضع تُرْفَأُ إِليه السُّفُنُ التي فيها المسك وغير ذلك

فنسبوا المسك إِليه، وسأَل كسرى عن دارين‏:‏ متى كانت‏؟‏ فلم يجد أَحداً يخبره

عنها إِلا أَنهم قالوا‏:‏ هي عَتِيقَةٌ بالفارسية فسميت بها‏.‏

ودَارَانُ‏:‏ موضع؛ قال سيبويه‏:‏ إِنما اعتلَّت الواو فيه لأَنهم جعلوا

الزيادة في آخره بمنزلة ما في آخره الهاء وجعلوه معتلاًّ كاعتلاله ولا زيادة

فيه وإِلا فقد كان حكمه أَن يصح كما صح الجَوَلانُ ودَارَاءُ‏:‏ موضع؛ قال‏:‏لَعَمْرُكَ ما مِيعادُ عَيْنِكَ والبُكَا

بِدَارَاءَ إِلا أَنْ تَهُبَّ جَنُوبُ

ودَارَةُ‏:‏ من أَسماء الداهية، معرفة لا ينصرف؛ عن كراع، قال‏:‏

يَسْأَلْنَ عن دَارَةَ أَن تَدُورَا

ودَارَةُ الدُّور‏:‏ موضع، وأُراهم إِنما بالغوا بها، كما تقول‏:‏ رَمْلَةُ

الرِّمالِ‏.‏

ودُرْنَى‏:‏ اسم موضع، سمي على هذا بالجملة، وهي فُعْلى‏.‏

ودَيْرُ النصارى‏:‏ أَصله الواو، والجمع أَدْيارٌ‏.‏

والدَّيْرَانِيُّ‏:‏ صاحب الدَّيْرِ‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ يقال للرجل إِذا

رأَس أَصحابه‏:‏ هو رأْس الدَّيْرِ‏.‏

دير‏:‏ التهذيب‏:‏ الدير الدارات في الرمل، ودَيْرُ النصارى، أَصله الواو، والجمع أَدْيارٌ‏.‏ والدَّيْرَانِيُّ‏:‏ صاحب الدَّيْرِ‏.‏ ابن سيده‏:‏ الدَّيْرُ

خان النصارى؛ وفي التهذيب‏:‏ دَيْرُ النصارى، والجمع أَدْيارٌ، وصاحبه الذي

يسكنه ويعمره دَيَّارٌ ودَيْرَانِيٌّ، نسب على غير قياس‏.‏ قال ابن سيده‏:‏

وإِنما قلنا إِنه من الياء وإِن كان دور أَكْثَرَ وأَوسع لأَن الياء قد

تصرفت في جمعه وفي بناء فَعَّالٍ، ولم نقل إِنها معاقبة لأَن ذلك لو كان

لكان حَرِيّاً أَن يسمع في وجه من وجوه تصاريفه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال

للرجل إِذا رأَس أَصحابه‏:‏ هو رأْس الدَّيْرِ‏.‏

ذأر‏:‏ ذَئِرَ الرجلُ‏:‏ فَزِعَ‏.‏ وذَئِرَ ذَأَراً، فهو ذَئِرٌ‏:‏ غضب؛ قال

عبيد بن الأَبرص‏:‏

لما أَتاني عن تَمِيمٍ أَنَّهُمْ

ذَئِرُوا لَقَتْلَى عامِرٍ، وتَغَضَّبُوا

يعني نَفَرُوا من ذلك وأَنكروه، ويقال‏:‏ أَنِفوا من ذلك، ويقال‏:‏ إن شُؤونك لَذَئِرَةٌ‏.‏ وقد ذَئِرَه أَي كرهه وانصرف عنه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

الذَّائِرُ الغضبان‏.‏ والذَّائِرُ‏:‏ النَّفُور‏.‏ والذَّائِرُ‏:‏ الأَنِفُ‏.‏ الليث‏:‏

ذَئِرَ إِذا اغتاظ على عدوّه واستعدَّ لمُوَاثَبَتِه‏.‏ وأَذْأَرَهُ عليه‏:‏

أَغْضَبَهُ وقَلَبَه؛ أَبو عبيد‏:‏ ولم يكفه ذلك حتى أَبدله فقال‏:‏ أَذْرَأَني، وهو خطأٌ‏.‏ أَبو زيد‏:‏ أَذْأَرْتُ الرجلَ بصاحبه إِذْ آراً أَي

حَرَّشْتُهُ وأَولعته به‏.‏ وقد ذَئِرَ عليه حين أَذْأَرْتُه أَي اجْتَرَأَ عليه‏.‏

وأَذْأَرَهُ الشيء‏:‏ أَلْجَأَهُ‏.‏ وأَذْأَرَهُ بصاحبه‏:‏ أَغراه‏.‏ وذَئِرَ بذلك

الأَمر ذَأْراً‏:‏ ضَرِيَ به واعتاده‏.‏ وذَئِرَتِ المرأَةُ على بعلها، وهي

ذَائِرٌ‏:‏ نَشَزَتْ وتَغَيَّرَ خُلُقها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم لما نهى عن ضرب النساء ذَئِرْنَ على أَزواجهنّ؛ قال الأَصمعي‏:‏

أَي نَفَرْنَ ونَشَزْنَ واجْتَرأْنَ؛ يقال منه‏:‏ امرأَة ذَئِرٌ على مثال

فَعِلٍ‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ امرأَة ذَائِرٌ على فاعِلٍ مِثْلُ الرجلِ‏.‏ يقال‏:‏

ذَئِرَتِ المرأَةُ تَذْأَرُ، فهي ذَئِرٌ وذائر أَي ناشز؛ وكذلك الرجل‏.‏

وأَذْأَرَهُ‏:‏ جَرَّأَهُ؛ ومنه قول أَكْثَمَ بن صَيْفِيٍّ‏:‏ سُوءُ حَمْلِ

الفَاقَةِ يُحْرِضُ الحَسَبَ ويُذْئِرُ العَدُوَّ؛ يُحْرِضُه‏:‏ يُسْقِطُه‏.‏

وذَاءَرَتِ الناقةُ، وهي مُذائِرٌ‏:‏ ساء خُلُقها، وقيل‏:‏ هي التي تَرْأَمُ بأَنفها

ولا يَصْدُقُ حُبُّها‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ ذاءَرَتِ الناقةُ على فاعَلَتْ، فهي

مُذائِرٌ إِذا ساء خلقها، وكذلك المرأَة إِذا نَشَزَتْ؛ قال الحطيئة‏:‏

ذارَتْ بأَنفها، من هذا، فخففه، وقيل‏:‏ التي تَنْفِرُ عن الولد ساعةَ

تَضَعُهُ‏.‏ الذِّئارُ‏:‏ سِرْقِينٌ مختلط بتراب يطلى على أَطْباءِ الناقةِ لئلا

يَرْضَعَها الفصيلُ، وقد ذَأَرَها‏.‏

ذبر‏:‏ الذَّبْرُ‏:‏ الكتابة مثل الزَّبْرِ‏.‏ ذَبَرَ الكتابَ يَذْبُرُه

ويَذْبِرُه ذَبْراً وذَبَّرَه، كلاهما‏:‏ كتبه؛ وأَنشد الأَصمعي لأَبي

ذؤيب‏:‏عَرَفْتُ الدِّيَارَ كَرَقْمِ الدَّوَا

ةِ، يَذْبُرُها الكاتِبُ الحِمْيَري

وقيل‏:‏ نَقَطَهُ، وقيل‏:‏ قرأَه قِراءةً خَفِيَّةً، وقيل‏:‏ الذَّبْرُ كل

قراءة خفية؛ كل ذلك بلغة هذيل؛ قال صخر الغيّ‏:‏

فيها كتابٌ ذَبْرٌ لِمُقْتَرِئٍ، يَعْرِفُه أَلْبُهُمْ ومَنْ حَشَدُوا

ذَبْرٌ‏:‏ بَيِّنٌ، أَراد‏.‏ كتاباً مذبوراً فوضع المصدر موضع المفعول‏.‏

وأَلْبُهُمْ‏:‏ من كان هواه معهم؛ تقول‏:‏ بنو فلان أَلْبٌ واحد‏.‏ وحَشَدُوا أَي

جمعوا‏.‏ بن الأَعرابي في قول النبي صلى الله عليه وسلم أَهل الجنة خمسة

أَصناف‏:‏ منهم الذي لا ذَبْرَ له أَي لا نطق له ولا لسان له يتكلم به من ضعفه، من قولك‏:‏ ذَبَرْتُ الكتابَ أَي قرأْته‏.‏ قال‏:‏ وزَبَرْتُه أَي كتبته، ففرق بين ذَبَرَ وزَبَرَ‏.‏ والذَّبْرُ في الأَصل‏:‏ القراءة‏.‏ وكتاب ذَبِرٌ‏:‏

سهلُ القراءة؛ وقيل‏:‏ المعنى لا فهم له من ذَبَرْتُ الكتابَ إِذا فَهِمْتَه

وأَتقنته، ويروى بالزاي وسيجيء‏.‏ الأَصمعي‏:‏ الذِّبارُ الكُتُبُ، واحدها

ذَبْرٌ؛ قال ذو الرمة‏:‏

أَقولُ لِنَفْسِي، واقِفاً عند مُشْرِفٍ، على عَرَصاتٍ كالذِّبارِ النَّوَاطِقِ

وبعض يقول‏:‏ ذَبَرَ كَتَبَ‏.‏ ويقال‏:‏ ذَبَرَ يَذْبُرُ إِذا نظر فأَحسن

النظر‏.‏ وفي حديث ابن جُدْعانَ‏:‏ أَنا مُذابِرٌ أَي ذاهب، والتفسير في الحديث‏.‏

وثوبٌ مُذَبَّرٌ‏:‏ مُنَمْنَمٌ؛ يمانية‏.‏

والذُّبُور‏:‏ العِلمُ والفِقْهُ بالشيء‏.‏ وذَبَرَ الخَبَرَ‏:‏ فهِمه‏.‏ ثعلب‏:‏

الذَّابِرُ المُتْقِنُ للعلم‏.‏ يقال‏:‏ ذَبَرَه يَذْبُرُه؛ ومنه الخبر‏:‏ كان

معاذ يَذْبُرُه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَي يتقنه ذَبْراً

وذَبارَةً‏.‏ ويقال‏:‏ ما أَرْصَنَ ذَبارَتَهُ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ ذَبَرَ أَتقن

وذَبَرَ غَضِبَ والذَّابِرُ المتقن، ويروى بالدال وقد تقدم‏.‏ وفي حديث

النجاشي‏:‏ ما أُحِبُّ أَن لي ذَبْراً من ذهب أَي جبلاً بلغتهم، ويروى بالدال وقد

تقدم‏.‏

ذحر‏:‏ قال الأَزهري‏:‏ لم أَجده مستعملاً في شيء من كلامهم‏.‏

ذخر‏:‏ ذَخَرَ الشيءَ يَذْخُرُه ذُخْراً واذَّخَرَهُ اذِّخاراً‏:‏ اختاره، وقيل‏:‏ اتخذه، وكذلك اذَّخَرْتُه، وهو افتعلت‏.‏ وفي حديث الضحية‏:‏ كُلُوا

وادَّخِرُوا؛ وأَصله اذْتَخَرَهُ فثقلت التاء التي للافتعال مع الذال فقلبت

ذالاً وأُدغمت فيها الذال الأَصلية فصارت ذالاً مشدّدة، ومثله الاذِّكارُ

من الذِّكْرِ‏.‏ وقال الزجاج في قوله تعالى‏:‏ تَدَّخِرُونَ في بيوتكم؛ أَصله تَذْتَخِرُون لأَن الذال حرف مجهور لا يمكن النفَس أَن يجري معه لشدة

اعتماده في مكانه والتاء مهموسة، فأُبدل من مخرج التاء حرف مجهور يشبه الذال في جهرها وهو الدال فصار تَدَّخِرُون، وأَصل الإِدغام أَن تدغم الأَول

في الثاني‏.‏ قال‏:‏ ومن العرب من يقول تَذَّخِرُون، بذال مشدّدة، وهو جائز

والأَول أَكثر‏.‏

والذَّخِيرَةُ‏:‏ واحدة الذَّخائِر، وهي ما ادُّخِرَ؛ قال‏:‏

لَعَمْرُكَ ما مالُ الفَتَى بِذَخِيرَةٍ، ولكنَّ إِخْوانَ الصَّفَاء الذَّخائِرُ

وكذلك الذُّخَرُ، والجمع أَذْخارٌ‏.‏ وذَخَرَ لنفسه حديثاً حَسَناً‏:‏

أَبقاه، وهو مَثَلٌ بذلك‏.‏ وفي حديث أَصحاب المائدة‏:‏ أُمِرُوا أَن لا

يَدَّخِرُوا فادَّخَرُوا؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا ينطق بها، بالدال المهملة‏.‏ وأَصل

الادِّخارِ اذْتِخارٌ، وهو افتعال من الذَّخْرِ‏.‏ ويقال‏:‏ اذْتَخَرَ

يَذْتَخِرُ فهو مُذْتَخِرٌ، فلما أَرادوا أَن يُدْغِمُوا لِيَخِفَّ النطق قلبوا

التاء إِلى ما يقاربها من الحروف، وهو الدال المهملة، لأَنهما من مخرج

واحد فصارت اللفظة مُذْدَخِرٌ بذال ودال، ولهم فيه حينئذٍ مذهبان‏:‏

أَحدهما، وهو الأَكثر، أَن تقلب الذال المعجمة دالاً مشددة، والثاني، وهو الأَقل، أَن تقلب الدال المهملة ذالاً وتدغم فيها فتصير ذالاً مشدّدة معجمة، وهذا العمل مطرد في أَمثاله نحو ادَّكَرَ واذَّكَرَ، واتَّغَرَ

واثَّغَرَ‏.‏ المَذْخَرُ‏:‏ العَفِجُ‏.‏

والإِذْخِرُ‏:‏ حشيش طيب الريح أَطول من الثِّيْلِ ينبت على نِبتة

الكَوْلانِ، واحدتها إِذْخِرَةٌ، وهي شجرة صغيرة؛ قال أَبو حنيفة‏:‏ الإِذْخِرُ له

أَصل مُنْدَفِنٌ دِقاقٌ دَفِرُ الريح، وهو مثل أَسَلِ الكُولانِ إِلا

أَنه أَعرض وأَصغر كُعُوباً، وله ثمرة كأَنها مَكَاسِحُ القَصَبِ إِلا

أَنها أَرق وأَصغر، وهو يشبه في نباته الغَرَزَ، يطحن فيدخل في الطّيب، وهي

تنبت في الحُزُونِ والسُّهُول وقلما تنبت الإِذْخِرَةُ منفردة؛ ولذلك قال

أَبو كَبير‏:‏

وأَخُو الإِباءَةِ، إِذ رَأَى خُلاَّنَهُ، تَلَّى شِفَاعاً حَوْلَهُ كالإِذْخِرِ

قال‏:‏ وإِذا جَفَّ الإِذْخِرُ ابيَضَّ؛ قال الشاعر وذَكَرَ جَدْباً‏:‏

إِذا تَلَعَاتُ بَطْنِ الحَشْرَجِ آمْسَتْ

جَدِيباتِ المَسَارِح والمَراحِ، تَهادَى الرِّيحُ إِذْخِرَهُنَّ شُهْباً، ونُودِيَ في المجالِس بالقِدَاحِ

احتاج إِلى وصل همزة أَمست فوصلها‏.‏ وفي حديث الفتح وتحريم مكة‏:‏ فقال

العباسُ إِلاَّ الإِذْخِرَ فإِنه لبيوتنا وقبورنا؛ الإِذخر، بكسر الهمزة‏:‏

حشيشة طيبة الرائحة يسقف بها البيوت فوق الخشب، وهمزتها زائدة‏.‏ وفي الحديث

في صفة مكة‏:‏ وأَعْذَقَ إِذْخِرُها أَي صار له أَعْذَاقٌ‏.‏ وفي الحديث

ذكْرُ تمر ذَخِيرَةَ؛ هو نوع من التمر معروف؛ وقول الراعي‏:‏

فلما سَقَيْناها العَكِيسَ تَمَذَّحَتْ

مَذاخِرُها، وازْدَادَ رَشْحاً وَرِيدُها

يعني أَجوافها وأَمعاءها، ويروى خواصرها‏.‏ الأَصمعي‏:‏ المذاخر أَسفل

البطن‏.‏ يقال‏:‏ فلان مَلأَ مَذاخِرَهُ إِذا ملأَ أَسافل بطنه‏.‏ ويقال للدابة إِذا

شبعت‏:‏ قد مَلأَتْ مَذَاخِرَها؛ قال الراعي‏:‏

حتى إِذا قَتَلَتْ أَدْنَى الغَلِيلِ، ولم تَمْلأُ مَذَاخِرَها لِلرَّيِّ والصَّدَرِ

أَبو عمرو‏:‏ الذاخر السمين‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ فرسٌ مُذَّخَرٌ وهو المُبَقَّى

لحُضْرِهِ‏.‏ قال‏:‏ ومن المُذَّخَر المِسْوَاطُ، وهو الذي لا يُعْطِي ما عنده

إِلا بالسَّوْطِ، والأُنثى مُذَّخَرَةٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ حتى إِذا كنا

بِثَنِيَّةِ أَذَاخِرَ؛ هي موضع بين مكة والمدينة، وكأَنها مسماة بجمع

الإِذْخِرِ‏.‏